بقلم : عيسى المسعودي
تابعت خلال الأسبوع الفائت تقرير أخباري تلفزيوني عن العملات الرقمية المشفرة وكيف بدأت تنتشر بشكل ملحوظ على مستوى العالم وبأن هناك إقبال على الدخول في الاستثمار في هذا المجل وخاصة من قبل الشباب وبعض المؤسسات المعروفة عالمياً كما أشار التقرير إلى مخاطر هذا الاستثمار الرقمي الذي لاتوجد حتى الآن قوانيين أو لوائح تنظم التعامل أو الاستثمار في هذا المجال ولاتوجد قوانيين لكيفية البيع أو الشراء في هذه العملات أو حتى إصدار المخالفات التي تقع في هذا السوق الإلكتروني وغيرها من الأمور الغامضة في هذا المجال ورغم ذلك فان بعض الدول سمحت بتداول هذه العملات والتعامل بها ، لذلك فإن كل من يدخل هذا العالم يجد نفسة أمام مخاطرة حقيقية يمكن أن تسبب له خسائر مالية خاصة وأن الأمورغير واضحة في هذا المجال إضافة إلى أن العديد من البنوك المركزية على مستوى العالم لم تعترف بهذة العملات حتى الأن بل العكس تقوم بين فترة وأخرى بإرسال رسائل تحذيرية وتوعوية للحد من انتشارها وأيضا لتوعية الأفراد والمؤسسات بعدم المخاطرة في الاستثمار بهذا المجال الغير واضح حتى الأن ولكن رغم كل هذه الجهود إلا أن التقارير الإعلامية تشير إلى وجود اقبال على الاستثمار في العملات الرقمية على مستوى العالم وهناك مجموعة من الشباب العمانيين ورجال الأعمال بدأو بالفعل في الدخول والاستثمار في هذا المجال رغم كل هذه المخاوف ورغم كل التذبذب في أسعار هذه العملات الرقمية المشفرة .
العملات الرقمية وكما تشير بعض المصادر الإعلامية هي نتاج الثورة التكنولوجية والمعلوماتية ، وبدأت تظهر على مستوى العالم خلال السنوات العشر الفائتة وبدأت تشتهر أكثر خلال الخمس سنوات الأخيرة وذلك بعد أن دخلت شركات ومؤسسات كبيرة في الاستثمار في هذا المجال وهناك شركات مثل «فيسبوك» وغيرها في طريقها لإصدار عملات رقمية خاصة بها إضافة إلى دول مثل الهند والصين تقوم بدراسة إصدار هذه العملات الرقمية وتوجد حالياً عملات معروفة على مستوى العالم يتم الاستثمار فيها عبر الانترنت وخلال الفترة الفائتة قامت بعض الدول في تنظيم عمليات تداولها وضبط الرقابة عليها من خلال البلوك تشين ومن العملات المعروفة حالياً هي ريبل وداش وإيثريوم ونيم ونيو أما أشهر هذه العملات الرقمية هي عملة بتكوين والتي تعد الأولى في عالم العملات الرقمية والتي تحظى بإقبال أكبر عن غيرها بحيث تقوم بعض الشركات بالاستثمار فيها بمبالغ ضخمة جداً تصل الى مليارات الدولارات كما شهد سعر عملة بتكوين تفاوت منذ انطلاقتها في السوق العالمي فمرات يرتفع سعرها بشكل كبير وجنوني ومرات يتراجع سعرها وخلال الأيام الفائتة شهد سعر العملة ارتفاع كبير بسبب المضاربات على هذه العملة حتى تجاوزت السقف 58 ألف دولار للتراجع بعد يومين فقط عن هذا السعر مما يعطينى مؤشرات بأن هناك أمور غير طبيعية تحدث في تعاملات هذا النوع من العملات الرقمية التي كما أشرنا سابقا لاتوجد قوانيين منظمة لها حتى الان وقد يتم استغلالها للأسف في أمور أخرى مثل تنفيذ عمليات النصب وغسيل الأموال لذلك فأن هناك العديد من الخطوات التي قامت بها بها بعض حكومات الدول على مستوى العالم وأيضا البنوك المركزية لدراسة هذا النوع من الاستثمارات أو العملات الرقمية ووضع القوانيين لها حتى لاتمثل خطراً حقيقياً على اقتصاديات الدول خاصة وأن التقارير الإعلامية تشير أن قيمة سوق العملات الرقمية تتراوح ما بين 900 بليون دولار إلى نحو التريليون دولار في أحسن التقديرات، وهو ما يمثل نسبة 1.13% من قيمة الناتج المحلي العالمي في عام 2019 والبالغ 87.8 تريليون دولار إضافة إلى حرص الحكومات على الحد من الأثار السلبية التي يمكن أن يؤثر وجود هذه العملات على الواقع الاقتصادي لبعض الدول التي لا تمتلك نظما متقدمة تكنولوجية وأيضا خروج ودخول الأموال دون رقابة البنوك المركزية وغيرها من الأثار السلبية التي قد تظهر جراء التعامل وتداول هذه العملات الرقمية .
كما ذكرت في بداية المقال أن هناك العديد من المواطنيين في السلطنة ومن المقيمين بدأوا بالفعل في الاستثمار بالعملات الرقمية رغم كل هذه التحذيرات ورغم كل هذا الغموض وعدم وجود القوانيين وأيضا لاتوجد ضمانات على هذا الاستثمار لذلك فاننا نوجه رسالتنا للجميع بالحذر والأنتباه لهذا الموضوع ولخطورتة فالأرباح الحالية التي قد تتحقق حالياً ليست مقياس لنجاح الاستثمار في العملات الرقمية فهي مبنية على المضاربات وهناك من يقف خلفها خاصة وكما أشرنا لاتوجد عليها رقابة ولاتنظيم ولا جهة مسؤولة يمكن الرجوع إليها كما أن البنوك المركزية حتى الآن لم تقل كلمتها فعلى الجميع الحذر والتوقف عن الاستثمار في هذه العملات مهما كانت المغريات والأنتظار حتى تتطور ويصبح لها قيمة حقيقية وجهات منظمة ومسؤوله عنها وحتى تكون كافة الأمور واضحة أمام الجميع.
