لن يثني عزائمنا "مكونو"

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٤/مايو/٢٠١٨ ١٥:١٣ م
لن يثني عزائمنا "مكونو"

البعض يثير مخاوف من الأنواء المناخية القادمة ‏والمتمثلة في الحالة المدارية مكونو (Mekunu) والتسمية جاءت من جزر المالديف في إطار سلم التسميات التي يطلقها البشر على أحوال مناخية كهذه، وحتى لا يذهب البعض بعيدا في تفسير أو تأويل أسماء كهذه وفي غير الإطار المناخي المتفق عليه بين الدول.
الصور وخرائط الطقس تشير إلى أن محافظتي ظفار والوسطى قد تتعرضان اليوم الخميس إلى تلبد للسحب وهطول أمطار متفرقة مصحوبة برياح وهيجان للبحر يوم غد الجمعة وبعد غد السبت، الهيئة العامة للطيران المدني بالتنسيق مع المركز الوطني للإنذار المبكر يتابعان تطورات الحالة المدارية، وكما علمنا جميعا تحثان الجميع على أخذ الحيطة والحذر وعدم ركوب البحر ومتابعة النشرات الجوية باستمرار وعدم استقاء المعلومات إلا من مصادرها الرسمية.
بطبيعة الحال فإن الأحوال المناخية وتقلب الطقس على نحو مفاجئ والحالات المناخية من ناحية عامة هي من الأمور العادية التي تحدث في كل مكان في كوكب الأرض، حتى الولايات المتحدة الأمريكية ورغم إمكانياتها الكبيرة لم تسلم من إعصار إيرما الذي ضربها مؤخرا.
بيد أن ما نلمسه محليا مع تواتر الأنباء عن العاصفة المدارية جنوب غرب بحر العرب، هو إن البعض يعمد ولا ندري لماذا إلى نسج قصص خيالية وإطلاق إشاعات ربما تستهدف بث الهلع في نفوس المواطنين، حتى فتاوى الطقس ازدادت وهي تفند الحالة!

ما يهمنا هنا وما يعنينا هو حث المواطنين إلى عدم الالتفات لكل تلك الإشاعات التي استغلت وسائل التواصل الاجتماعي كمطية سريعة لإيصال كوابيس الخوف للآمنين، وفي هذا المنعطف حيث يعلو عثار الإشاعات والأخبار المفبركة من ذوي الهوى والغرض لا نملك غير أن نسأل الله السلامة والعافية لأهلنا في محافظتي ظفار والوسطى، متضرعين لله عز وحل أن يشملهم برعايته وحفظه، لاسيما وأن تضرعاتنا تأتي في رمضان شهر الرحمة والتوبة والغفران.
وفي ذات الوقت نطمئن الجميع وفي كل بقعة من بقاع الوطن العزيز أن الجهود التي تبذلها الجهات المختصة بالدولة مستمرة في متابعة الحالة بدقة وتعمل وفي إطار كل الإمكانات المتاحة لتجنب أي أضرار محتملة.
لقد أثبت الحالات المشابهة في السنوات الفائتة صحة ذلك بجلاء وفي كفاءة التعاطي مع هذه الأحوال المناخية الصعبة، وبالطبع فإن تجربة التعاطي مع الحالات المشابهة كـ (جونو وفيت) خير دليل على الكفاءة العالية للجهات المختصة في التعامل مع هذه الحالات، وتلك التجارب تعد بمثابة خبرات تراكمية عملية وميدانية أثبتت القدرة على مواجهة هكذا تحديات، وبرهنت على مصداقية وفاعلية التكاتف والتآزر والتلاحم الوطني والمجتمعي عالي المستوى، وعلى الدرجة الرفيعة من نكران الذات التي سطرها أبناء الوطن ولتبقى تلك التجارب كبرهان على قوة الشكيمة التي تجلت على أرض الواقع من كل أفراد المجتمع العُماني، ففي مثل هذه الشدائد تتجلى معادن أفراد المجتمع.
تلك الملاحم وجدت الإشادة والتقدير من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في خطابه للشعب العُماني بعد تلك الأنواء المناخية، وتلك الإشادة كانت بمثابة أرفع وسام تلقاه المجتمع العُماني والجهات المختصة وأضحى بعدها قادرا على التعاطي مع كل أحوال مشابهة بحول الله وقدرته.