سالم بن سيف العبدلي يكتب: مصفاة الدقم.. شراكة عمانية كويتية

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٤/فبراير/٢٠٢٤ ١٦:٤٩ م
سالم بن سيف العبدلي يكتب: مصفاة الدقم..  شراكة عمانية كويتية
سالم بن سيف العبدلي – كاتب ومحلل اقتصادي

تعتبر مصفاة الدقم نموذج للشراكة الاقتصادية الحقيقية بين الدول لما تشكله من أهمية من حيث طبيعة المشروع وحجم الاستثمارات والتي تتجاوز 8 مليار دولار أمريكي ، هذا المشروع يعتبر من اكبر المشاريع الإقتصادية التي تقوم بشراكة خليجية خليجية ، وتكمن أهميته أيضا في كونه يخدم المصالح المشتركة بين الجانيين ويستغل الميزة النسبية لكلا الطرفين وهذا يقودنا لموضوع الميزة النسبية والمنافسة التي أحيانا تكون بين الدول خصوصا في ظل التكتلات الاقتصادية.

في كثير من دول العالم والتي ترتبط بمصالح مشتركة وتكتلات اقتصادية تستغل الميزة النسبية وبالتالي تنتعش التجارة ويزيد التبادل التجاري فيما بينها أما المنافسة التي نشاهدها حاليا في دول مجلس التعاون الخليجي فهي منافسة غير إقتصادية وانما يكون لها تأثير عكسي فالعديد من الشركات الخلجية تنافس بعضها البعض واحيانا حتى داخل نفس الدولة تجد انه مجرد ما تبداء شركة معينة في انتاج سلعة معينة تظهر عشرات الشركات التي تنتج نفس السلعة وبالتالي يؤثر ذلك على التسويق ونجاح هذه الشركات

مصفاة الدقم راعت موضوع الميزة النسبية في اختيار موقع المشروع فهو يقع في منطقة حيوية ذات موقع استراتيجي مهم في ولاية الدقم بمحافظة الوسطى وتتميز الدقم بموقعها الاستراتيجي حيث تقع المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في محافظة الوسطى وسط سلطنة عمان وعلى مسافة 550 كيلو متر مربع من العاصمة مسقط، وتعد المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث المساحة حيث تمتد على مساحة 2000 كم مربع.

وتحتوي المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على عدة مناطق تطوير اقتصادي وسياحي وخدمي من أبرزها ميناء متعدد الأغراض، وحوض جاف لإصلاح السفن، وميناء للصيد، ومطار أقليمي، ومناطق ذات جذب سياحي ومنطقة مخصصة للمشاريع الصناعية وأخرى للخدمات الوجستية، أما بالنسبة لدولة الكويت فإن الطاقة الإنتاجية من النفط الخام تبلغ تصل الى حوالي 3 مليون برميل يوميا ومتوقع ان تزيد لتصل إلى 3.2 مليون برميل يوميا خلال الفترة القادمة فهي فرصة لتكرير لتكرير هذا النفط في منطقة امنة وبها مزايا استثمارية جاذبة.

تمتد مصفاة الدقم على مساحة تبلغ 900 هكتار (أكثر من 2000 فدّان)، أمّا طاقتها الإنتاجية فتبلغ 230 ألف برميل في اليوم، و ستكون المصفاة حجر الأساس للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وقد بدأت المصافة فعلا بالانتاج التجريبي وسوف تتفتح رسميا هذا الاسبوع.

ستصبح مصفاة الدقم أكبر مصفاة في عُمان عند إكتمالها، وتعمل على تشغيل المصفاة شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية (اوكيو8)، وتهدف المصفاة إلى إنتاج المقطرات الخفيفة إلى المتوسطة بكفاءة عالية، مع التركيز أيضاً على إنتاج النفتا، و وقود المحرّكات النفاثة، والديزل، والغاز النفطي المسال. وتضمّ المصفاة وحدة تكسير هيدروجيني، ووحدة لإزالة الكبريت بالهيدروجين، ووحدة للتفحيم المتأخر، بالإضافة إلى وحدة لاستخراج الكبريت، ووحدة لتوليد الهيدروجين، ووحدة للمعالجة بالميروكس.

في لقاء سريع لقناة الكويت ضمن تقرير عن المصفاة اشرت الى اهمية هذا المشروع بالنسبة للبلدين والذي نأمل ان يكون حافزا ومشجعنا للقطاع الخاص من الدولتين للدخول في شراكة اقتصادية في مشاريع اخرى سواء كانت في قطاع البترومكيات او قطاع التصنيع الغذائي خاصة تصنيع الاسماك والتعدين وغيرها من المجالات الاقتصادية.

مصفاة الدقم هي أنموذج يحتذى بالنسبة لبقية دول مجلس التعاون الخليجي والتي ينبغي ان تعمل على اقامة شراكات اقتصادية حقيقية تركزعلى الميزة النسبية والقيمة المضافة وخلق فرص العمل للشباب الخليجي الباحث عن العمل وبالتالي اقامة صناعة مزدهرة تراعي مصالح الجميع.