النمل ابتكر الزراعة

مزاج الاثنين ١٥/أغسطس/٢٠١٦ ١٣:٠٩ م

إيان جونستون - ترجمة: أحمد بدوي

بعد انتهاء عصر الديناصورات قبل حوالي 65 مليون سنة، تحول فصيل من النمل يطلق عليه العلماء اسم Attini إلى الزراعة وترك حياة الصيد وفقا لدراسة وراثية جديدة. ويصف علماء اكتشاف النمل للزراعة في ذلك الوقت السحيق بالمثير للدهشة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الإنسان اكتشف الزراعة قبل 10 آلاف سنة فقط. وكانت بداية نشاط الزراعة لدى النمل (الذي يوجد مسقط رأسه في أمريكا الجنوبية) هي زراعة الفطريات التي نمت على أخشاب متحللة. ومنذ حوالي 25 مليون سنة بدأت مجموعة من مزارعي الفطر من النمل في زراعة أنواع معينة من الفطريات أنتجت بصلات غنية للغاية بالبروتين.

وقد سمح هذا بزيادة حجم مستعمرات النمل حتى ما قبل ظهور النمل المعروف باسم قاطع الورق leafcutter، الذي تغذى على أنواع متقدمة من الفطريات توضع في مزارع واسعة تحت الأرض مع أوراق خضراء طازجة بصورة يومية، ودعم المستعمرات بالملايين من الحشرات الفردية. وقالت ورقة بحثية حول الدراسة نشرت في مجلة Nature Communications إن النمل قد طور مجتمعات معقدة قائمة على الزراعة على نطاق صناعي. وقد أوجدت الزراعة الحضارات الإنسانية المتقدمة في غضون بضعة آلاف من السنين، وأثمرت تنوعا كبيرا من المحاصيل مع تحسين التغذية وخصائص النمو والإنتاجية.

وقال الباحثون إن الزراعة على نطاق صناعي، مماثلة لنظيرتها عند الإنسان، تطورت لدى اثنين فقط من الكائنات الحية غير البشرية، وهما النمل زارع الفطريات والنمل الأبيض.

وقد استخدم الباحثون تقنيات وراثية للتوصل إلى التاريخ المقدر للانتقال من نمط الحياة البدائية إلى الزراعة لدى النمل، وقالوا إن تاريخها كان ما بين 55 و60 مليون سنة قبل التقديرات السابقة. وربما يكون من المستغرب أن الانتقال إلى الزراعة لم يقدم فائدة فورية سواء للنمل أو الإنسان، فالنمل المزارع كان أقل كفاءة في التمثيل الغذائي «العملية الأيضية» من أنواع النمل التي كانت تعيش على أنوع الغذاء التقليدي، وهي الحالة التي ظلت ثابتة إلى أن تمكن المزارعون من تحسين تقنيات الزراعة.

وبالمثل كان المزارعون الأوائل من البشر يعانون اعتلالا في الصحة وصغرا في القامة بالمقارنة مع الجماعات البشرية التي عاشت على الصيد كما ذكرت الدراسة.

وقال الباحثون إنه من المعقول أن نتوقع أن الزراعة على نطاق واسع لدى النمل تطلبت تراكما كبيرا من التعديلات للتكيف ومن ثم فقد تسارعت هذه العملية بعد أن أصبحت المحاصيل صالحة للتناول ولم يعد هناك تبادل للجينات مع الفطريات التي تعيش بصورة حرة.

والنتيجة النهائية كانت غذاءً واحداً يكفي جميع الأغراض يتمتع بقدرة على مقاومة الأمراض والآفات والجفاف ليتمكن النمل من إنتاجه على نطاق صناعي.

الإندبندنت