ترامب و«نوبل للسلام».. هل يلتقيان؟

الحدث الأحد ٠٥/مارس/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
ترامب و«نوبل للسلام».. هل يلتقيان؟

مسقط – محمد البيباني

المخاوف الأمريكية والدولية من توجهاته وتصريحاته جعلت نبأ ترشيحه لجائزة نوبل للسلام هذا العام مثار تندر واستغراب شديدين، فالرئيس الأمريكي الذي لم يمض في البيت الأبيض سوى أسابيع تصدرها القلق والجدل بين عشية وضحاها يكون مرشحا لأرفع جائزة دولية في السلام والتي لا تمنح إلا لأصحاب البصمات البارزة على صعيد السياسة الدولية.

ترامب رشحته شخصية أمريكية رفضت الكشف عن هويتها مكتفية بالقول إنها رشحت الملياردير بسبب «ايديولوجيته للسلام بالقوة» دون ذكر مزيد من التفاصيل.
من المفارقات أيضا وجود مرشحين أمريكيين للجائزة من أكثر منتقدي ترامب ورافضي سياساته مثل «الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية» الذي يعتبر أحد أشد منتقدي سياسات الرئيس الجديد.
وأيضا العميل السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن الذي اعتبر أن يوم انتخاب ترامب من أسوأ أيام الولايات المتحدة.
ماذا فعل ترامب ليتم ترشيحه لهذه الجائزة ؟ وماهي حيثيات هذا الترشيح؟ أسئلة كثيرة تدور في الأذهان ولا تجد إجابة؟
التقرير التالي يلقي الضوء على أهم ما فعله ترامب أو أهم ما ينوي فعله في المستقبل من خلال استعراض توجهاته وتصريحاته.

اللاجئون

أمس، أبدت كنائس الولايات المتحدة تحديا علنيا للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، معلنة ترحيبها باللاجئين، من خلال حملة تضم 37 جمعية وكنيسة مسيحية تمثل نحو 30 مليون أمريكي لمواجهة سياسات الرئيس المناهضة للمهاجرين.
وبحسب صحف أمريكية، فإن شبكة واسعة من 37 من الجمعيات المسيحية التابعة للطوائف البروتستانينة والأرثوذكسية، أعلنت حملة لحشد المصلين للضغط على الرئيس الأمريكي وأعضاء الكونجرس لإلغاء الأوامر التنفيذية المناهضة للاجئين.
وأشارت صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن الحملة الجديدة التي تنظمها الكنائس الكبرى التابعة للمجلس الوطني للكنائس وخدمة الكنيسة العالمية، وهي مؤسسة خيرية تعمل على إعادة توطين اللاجئين، تدعو المصلين والقساوسة إلى مناشدة المسؤولين المنتخبين في الولايات الأمريكية لتوقيع ملصق كبير لإعلان يعلق داخل الكنائس، بشأن الترحيب باللاجئين والمهاجرين وجمع مليون دولار لدعمهم.
وكانت مئات الكنائس والمعابد اليهودية في جميع أنحاء الولايات المتحدة قد عرضت توفير ملاذات لدعم المهاجرين غير الشرعيين خوفا من الترحيل.

التعذيب

في سياق آخر أعـــرب خبير للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان عن انزعاجه من احتمال أن يسمـــح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستخدام التعذيب أثناء عمليات الاستجواب داعيا إلى ملاحقة أفراد بارزين في إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش قضائيا لسماحهم بهذه الممارسات غير القانونية.
وقال بن إمرسون المقرر الخاص للأمم المتحدة بشأن حماية حقوق الإنسان أثناء مكافحة الإرهاب إن بعض المسؤولين الأمريكيين الذين تولوا تنفيذ الاعتقال السرى وبرامج للتعذيب أشرفت عليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية «كانوا في أعلى المناصب» فى إدارة بوش.
وقال إمرسون «سماع الرئيس ترامب في الأيام الأولى بعد تنصيبه وهو يمجد بشكل عفوي مزايا التعذيب كسلاح في الحرب على الإرهاب، ويؤكد عزمه الشخصي على السماح باستخدام التعذيب في حال طُلب منه ذلك كان كافيا لإثارة انزعاجي الشديد».
واعترف ترامب أن وزير الدفاع جيم ماتيس لا يوافقه الرأي بشأن الفائدة من استخدام التعذيب أثناء الاستجواب وقال إنه سيعارضه في هذا الشأن.
وقال إمرسون وهو محام بريطاني وخبير دولي في العدالة الجنائية إن تعليقات ترامب أظهرت «مستوى صاعقا لضعف استعداده للحكم».
وجاءت تعليقات إمرسون في آخر خطاب له أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بعد ست سنوات في المنصب.

الإعلام

ذكرت مصادر مطلعة، أن وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، أبلغ مساعديه الجدد الشهر الفائت، في أول اجتماع مع كبار موظفيه منذ تعيينه في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إنه لن يتساهل في مسألة التسريبات إلى وسائل الإعلام.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون، إنه تم تشديد سرية نظام الكمبيوتر الخاص بالبيت الأبيض، لمنع عامليه من الاطلاع على مذكرات يجرى إعدادها للرئيس الجديد في خطوة تمثل ابتعادًا عما كان يحدث من قبل.
وفي وزارة الأمن الداخلي، قال مسؤولون، لـ«رويترز»، إن هناك مخاوف من نصب مصيدة لمن كان وراء تسريب مسودة تقرير مخابراتي، ذكر أنه ما من دلائل تذكر على أن مواطني الدول السبع الذين حظر ترامب دخولهم في أمر تنفيذي تم تعليقه حاليا يشكلون خطرا على الولايات المتحدة. وأثارت الحملة، حالة من الانزعاج الشديد بين العاملين في الدولة الذين يقولون إنها تهدف فيما يبدو لمحاولة الحد من تدفق المعلومات داخل الحكومة وخارجها وردع المسؤولين عن التحدث إلى وسائل الإعلام عن موضوعات يمكن أن تؤدى إلى نشر أخبار سلبية.
وأثارت تقارير عن خلل وظيفي في الحكومة غضب ترامب في وقت لم تمر فيه على رئاسته سوى بضعة أسابيع، ووصف وسائل الإعلام بأنها «كاذبة» و«فاسدة» و«فاشلة» و«عدو الشعب الأمريكي».

الإنفاق العسكري

منذ عدة أيام، كشف مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى، عن أن الرئيس دونالد ترامب، طلب زيادات كبيرة في الإنفاق العسكري، بحسب ما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها.
وأوضح أربعة من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية، أن الرئيس «ترامب» وجه الوكالات الفيدرالية، لجمع ميزانية للعام المالي الجاري، والتي تشمل زيادات كبيرة في إنفاق وزارة الدفاع، وقطاع كبير في الوكالات المحلية التي تستطيع أن تفي بوعوده بترك الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وحدهما.
وأوضحـــت الصحيفـــة، أن تحديد الميزانية ستكون أول خطوة في حملة هذا الأسبوع، لإعادة ضبط البيت الأبيض الذي يشهد حالة من الاضطراب، وقبل يوم من إلقائه خطابا مهما أمام الكونجرس بمجلسيه، سيطلب «ترامب» ميزانية تخفض عشرات الملايين من الدولارات لوكالة حماية البيئة ووزارة الخارجية، وفقا لما أفاد به المسؤولون الأربعة المطلعون على الخطة، كما أن برامج شبكات الضمان الاجتماعي، بصرف النظر عن برامج التأهيل الكبرى للمتقاعدين، ستتضرر بشدة أيضا.