بيان عاجل في مجلس الشورى حول انتشار «سوسة النخيل»

بلادنا الثلاثاء ٠١/فبراير/٢٠٢٢ ١١:٣٥ ص
بيان عاجل في مجلس الشورى حول انتشار «سوسة النخيل»

مسقط - الشبيبة 

قدم حميد بن علي بن حميد الناصري عضو مجلس الشورى - ممثل ولاية عبري بيان عاجل حول انتشار حشرة سوسة النخيل الحمراء الدخيلة وخطرها على النخلة العمانية والاقتصاد الوطني.


وقال في البيان النخلة أهم محصول زراعي في سلطنة عُمان، بل هي عَصب الإنتاج الزراعي العماني ومصدر غذاء متجدد وعامل استقرار حضري، لهذا استهدفت رؤية عمان 2040 أن تصل مساهمة القطاعات غير النفطية – ومنها الزراعة والنخلة - في الناتج المحلي الإجمالي؛ أكثر من 90%.

النخلة ومشاريعها المرتبطة بها نراها الآن تتعرض لتحديات قد تكون خافية على بعض المسؤولين، أو أن بعض المسؤولين لا يدركوا حجم التهديدات المنذرة بموت وتدهور النخلة في عُمان، منها الاصابة بالآفات الحشرية، كحشرة الدوباس (المعروف باسم المتق)، ولكنها بقية ومازالت صامدة، حتى دخلت حشرة سوسة النخيل الحمراء الدخيلة علينا، فهددت أهم الأشجار المنتجة للغذاء معنا، وبدأت في الانتشار والضرر، مما تسببت هذه الحشرة في قلع وسقوط الالاف من النخيل خلال فترة زمنية قصيرة، واضرار اقتصادية ينعكس سلبا على اسهامها في الناتج القومي، فعلى مستوى ولاية عبري فقط تم إزالة وقلع أكثر من ألفين نخلة تالفة بسبب هذه الآفة، أليست هذه كارثة تهدد أهم أشجار الزراعات العمانية وتهدد الامن الغذائي؟! وعلى مستوى ولاية عبري فقط؛ تم العلاج بالحَقن لأكثر من 4800 نخلة مصابة بهذه الحشرة، أليست هذه تكلفة وجهد؟! وهل حدّت هذه الإجراءات من انتشار هذه الآفة؟!

أصحاب السعادة:

    حشرة سوسة النخيل الحمراء أهم وأخطر الحشرات التي تصيب نخيل التمر، وهي عامل يهدد ثروة النخيل في سلطة عمان، لأن الحشرة الواحدة منها، يمكن أن تنتج وتخلف 360 من اليرقات؛ تنخر جذوع النخيل ولتُخَرِّج مئات الحشرات تنتشر في قرى عمان ومزارع المواطنين، كانتشار النار في الهشيم، كانت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في صراع طويل مع هذه الحشرة سابقا وحاضرا، ولكن وللأسف لم تُعط هذه الحشرة والآفة الاهتمام المطلوب، ولم تعطى هذه الوزارة – وهي الجهة المختصة – الإمكانيات التي تمكنها من تقديم المكافحة المتكاملة والسيطرة أو الحد من انتشارها والتخفيف من آثارها الاقتصادية، هذه الوزارة لم تعطى المخصصات المالية المناسبة والكافية منذ اكتشاف الآفة في ولاية محضة عام 1993، حتى طمت وعمت هذه الافة ربوع الوطن. وكان لهذه الآفة الدخيلة علينا؛ تداعيات كثيرة وآثار سلبية على المزارع العماني والاقتصاد المحلي، لتصل سنويا الى أماكن جديدة تجعلها خاوية على عروشها، حتى وصلت الى عمق عُمان الداخل، وتحت سفوح الجبل الاخضر، فأصابت في البداية محافظة البريمي والظاهرة ومسندم وشمال الباطنة، ثم انتشرت واصابة جنوب الباطنة والداخلية، وهناك مؤشرات مبدئية تدل على وصول هذه الآفة الى محافظات: مسقط وشمال وجنوب الشرقية، والمؤشرات المبدئية تقول خلو محافظتي الوسطى وظفار منها.

أصحاب السعادة:

هذا البيان مهم؛ لان النخلة تحتل المرتبة الأولى في عمان، ولأن النخلة المحصول الأول تعداداً وانتشاراً في عُمان، لتشكل لوحة جميلة من الضواحي والواحات المرتبطة بالجمال والسياحة والتراث، حتى وصلت مساحاتها لأكثر من 73 ألف فدان، أي بنسبة 78% من اجمالي مساحات الفاكهة، و34% من إجمالي المساحات المزروعة، أغلبها مروية بالأفلاج، وان لم ننتبه لخطر هذه الحشرة فقد تتناقص هذه المساحات، وكذلك أود أن أبين؛ أن إنتاجنا من التمور وفق احصائيات عام 2020م بلغت 368 ألف طن، وان لم ننتبه لخطر هذه الحشرة فقد تتناقص هذه الإنتاجية من التمور.

هذا البيان مهم؛ لأن عُمان تُعتَبر من أهم الدول التي لها الصدارة على المستوى العربي والعالمي في أعداد نخيل التمر، فقد بلغ عدد النخيل في سلطنة عمان وفق احصائيات عام 2020م 9.1 مليون نخلة، منها 8.2 مليون نخلة في مزارع المواطنين، و800 لف نخلة في الحدائق المنزلية، و100 ألف نخلة في الأماكن العامة، وان لم ننتبه لخطر هذه الحشرة فقد تتناقص هذه الاعداد.

1. في هذا البيان أتكلم بالنيابة عن أكثر من 237 ألف مزارع عُماني، أتكلم عن أهم محصول وشجرة لديهم؛ معرضة لتهديدات الآفات وحشرة سوسة النخيل.

2. في هذا البيان أريد أنبه حكومتنا أن انشار هذه الحشرة والتراخي والتأخير في مكافحتها يدفع الناس إلى الاستسلام للواقع واعتبارها حشرة عادية، بعدما كانت بُؤر خطيرة، مما قد يؤدي إلى اندثار القرى والواحات وتغير الطبيعة العمانية.

3. في هذا البيان أريد أنبه حكومتنا أن بسبب موت وتدهور النخيل أمام عين المزارع بسبب هذه الآفات، قد يؤدي على الأمد البعيد إلى عزوف وتراجع المزارع العماني عن زراعة النخلة والصدود وعدم الاقبال عليها واستبدالها بزراعة محاصيل أخرى.

4. في هذا البيان أريد أنبه حكومتنا أن التراخي في مكافحة هذه الحشرة وعلاج النخيل المصابة سيزيد من منحى موت وتدهور النخيل، وقلة الإنتاج، وتأخر تحقيق الغاية التي من أجلها أنشئة الشركة العمانية لإنتاج وتعبئة التمور والمصنع المتكامل لإنتاج التمور مع (6) مراكز للتجميع في ولايات مختلفة ومركز بحوث الزراعة النسيجية للنخيل، وبعدما قطعنا شوطاً كبيراً في صناعة الألواح الخشبية المقاومة للحرائق من مخلفات النخيل.

5. في هذا البيان أريد أنبه حكومتنا أن هذه الآفة قد تنزّل مرتبة الدولة العالمية علي قائمة الدول الأكثر زراعة للنخيل، وهناك مؤشرات بتقدم دول عربية علينا.

6. في هذا البيان أريد أنبه حكومتنا من خطر محدق يهدد مشروع المليون نخلة، المشروع الذي كلف الدولة الكثير، ومعقودة عليه آمال واستثمارات وصناعات وتصدير.

من هذا المنطلق وفي ضوء ما سردته في هذا البيان من تقصير في حق المزارع والثروة الزراعية بشكل عام والنخلة بشكل خاص، وللمصلحة العامة؛ ندعو حكومتنا الرشيدة وبأجهزتها المختصة إلى تحمل المسؤولية، وتشخيص الواقع، لوقف انتشار هذه الحشرة الدخيلة علينا بصورة عاجلة، والحد من تداعياتها واضرارها المهددة لنقصان اعداد أشجار النخيل ونقصان إنتاج التمور، واحتواء هذا الخطر والسيطرة عليه بكل السبل والامكانيات البحثية والعلمية والمالية المجزية، وأعني بهذا وزارتي المالية والاقتصاد لتخصيص مبلغ سنوي مستمر غير مقطوع للتصدي لهذه الآفات التي تهدد النخلة في عمان، وكذلك أعني وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، بضرورة عمل الاتي:

1. إنشاء مركز مكافحة آفات النخيل، على غرار مركز مكافحة الجراد الصحراوي، ويكون مستقل اداري ومالي.

2. بضرورة العلاج والتركيز على التقصي الدقيق للحشرة من خلال الفرق الميدانية.

3. عدم الاعتماد الكلي على المزارع والمجتمع في مكافحتها.

4. نشر الوعي في المجتمع بآثارها الاقتصادية، واستخدام شتى الوسائل الإعلامية.

5. تعديل اللوائح التشريعية المجيزة لهذه الوزارة بدخول المنازل والمزارع – في حالة الرفض - لفحص هذه الآفات ومكافحتها.

6. تدارك أمر هذه الافة، وقبل تفاقم انتشارها وقبل تأقلمها مع الظروف الجوية والبيئية المحلية كما تأقلمت مع موطنها الأصلي في الهند.

7. عدم الاكتفاء بقوانين الحجر الزراعي الداخلي، المتمثل في مراقبة نقل الفسائل بين المحافظات، لأنها حشرة نهارية لها القدرة على الطيران والتنقل لمسافات بعيدة ولعدة كيلومترات، كما أنها تنتقل بالرياح والالتصاق على الحشائش وغيرها من المنقولات، كما أن هناك صعوبة في تطبيق الضبطية القضائية تطبيق مكتمل يمنع نقل الفسائل باليل والنهار بين الولايات أو بين المحافظات المصابة.

نخلة التمر؛ ثروة وطنية تمس نسيج الوطن بجميع مفرداته وتمس حياة المواطن والمزارع بصفة مباشرة وغير مباشرة، نتعاون جميعاً لتبقى النخلة؛ كما كانت هي أساس الزراعة المستدامة في كل محافظات هذا الوطن.

وفي ختام هذا البيان العاجل: أتوجه بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يحفظ عمان وقيادتها وشعبها وأن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى كل ما فيه خير لعُمان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مكافحة حشرة سوسة النخيل مكافحة وطنية وواجب على الحكومة، ولا يستطيع المواطن والمزارع بمفرده التصدي لها.