قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الحدث الثلاثاء ١٠/مايو/٢٠٢٢ ١٠:٢٩ ص
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

الشبيبة - العمانية 

تابعت وكالة الأنباء العُمانية ما نُشر من مقالات الرأي في بعض الصحف العالمية حول قضايا سياسية واقتصادية وصحية، فقد نشرت صحيفة تايمز أوف مالطا مقالًا بعنوان "مرحلة جديدة من اللاعولمة" بقلم الكاتب (جون كسار وايت) الذي قال إن التطور في التكنولوجيا وجائحة كورونا والحرب في أوكرانيا تتسبب جميعًا في تغيير موازين القوى العاملة والاقتصادية.

وأضاف أنه، في القرن الماضي وبعد حربين عالميتين انتشر جوّ من التفاؤل جعل السياسيين يعتقدون بأن صراعًا عالميًّا آخر مستحيلٌ لأن التجارة الحرة ستجعل جميع البلدان مترابطة للغاية.

وقال إن العولمة كانت في البداية مدفوعة برغبة الاقتصادات الشرقية في إيجاد مصادر رخيصة للعمالة، خاصة في الشرق الأقصى وأمريكا الجنوبية، مما جعل البلدان النامية الكبرى تستغل هذه الفرصة لرفع مستوى المعيشة للأعداد الضخمة من سكانها.

وتساءل الكاتب عن الدافع الذي يجعل الكثير من المحللين اليوم يعتقدون بأننا سنرى قريبًا بداية نهاية أو تراجع عصر العولمة.

وللإجابة على هذا السؤال ذكر الكاتب عددًا من العوامل التي يرى أنها تسرّع من تغّير موازين القوى لغير صالح العولمة وهي التقدم التكنولوجي، وخاصة في مجال الروبوتات، وهذا يعني أن التصنيع خفض كلفة العمالة كنسبة من إجمالي التكاليف بالإضافة إلى الرغبة في تقليل تكاليف شحن البضائع حول العالم على إثر ارتفاع أسعار الوقود المتصاعدة، خاصة بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية التي تسببت أيضًا في ارتفاع أسعار القمح والبلاديوم وزيادة التضخم، وهذا بدوره سيشكل عقبات أخرى أمام نمو التجارة الدولية كما أن جائحة كورونا جعلت سلاسل التوريد العالمية معقدة للغاية، حيث إن التهديد الصحي في البلدان المنتجة لرقائق استكمال عمليات التصنيع قد عرقل وصول هذه المنتجات لبناء السيارات وغيرها من السلع الاستهلاكية، وأخيرا ظهور نزعة الحماية بين مراكز القوى الاقتصادية في العالم (غربًا وشرقًا وشمالًا) التي أدت إلى حرب تجارية خلال العقد الماضي.

وقال الكاتب إنه نظرًا لتغيُّر المشهد الاقتصادي العالمي فإن الشركات الأمريكية على سبيل المثال قد تتجه إلى دول أمريكا الجنوبية كمصدر لسلعها وسلعها المصنعة بينما ستتاجر دول الاتحاد الأوروبي أكثر فيما بينها وتزداد موجة التوريد الداخلي في بعض البلدان مما يعني المزيد من الاستثمار في نفس الدول والمزيد من الغذاء والوقود والأمن السياسي.

ويرى الكاتب أنه على البلدان إعادة التفكير في نماذجها الاقتصادية والتركيز أكثر على الاستثمار في الموارد البشرية، لكي لا تتأثر كثيرًا بتراجع العولمة.

كما نشرت مجلة (ذي أتلانتك) الأمريكية مقالًا بعنوان "عبارة عقل أُمي ليس طرفة" بقلم الكاتبة (جولي بوجن) التي قالت إن ثقافة أي أُمة لما تسمح بالسخرية من عقل الأمهات، فإن هذه الأمة تكون قد تخلّت عن مسؤوليتها تجاه المجهود الكبير الذي تبذله الأُم وتجاهلت معاناتها وآثار الإجهاد على صحتها.

وقالت الكاتبة إن حالة النسيان تُعدّ ظاهرة بيولوجية عصبية مرضية شائعة تنتاب الأمهات ويمكن للمراقب متابعتها على شاشة التلفزيون أو في مكان العمل أو في المدرسة، وأضافت أن النساء عندما يتعرّضن لهذه الحالة يصفنها بأنها تجربة الشعور بالتشتت أو النسيان أو عدم التنظيم نتيجة الحمل أو إنجاب الأطفال.

وقالت إنه من الواضح أن مسؤولية الأمومة غالبًا ما تجلب الحرمان من النوم وأن هناك أيضًا دليلًا على أن النساء الحوامل يتعرضن لانكماش في حجم المادة الرمادية في دماغهن التي تولّد الشعور بهذه المتلازمات الصحية.

ووضحت أن الأبحاث أيضًا أظهرت أن أدمغة الآباء والآباء غير البيولوجيين تتغير مع تجربة تقديم الرعاية ولكن لا يسمع المرء أبدًا عن متلازمة "دماغ الأب"، ولعل هناك نوعًا من هرمون الأب المعجزة الذي يجعله محصّنا ضد هذه الآلام.

وأضافت أنه على الرغم من أن العديد من التغيرات العصبية الحيوية مفيدة إلا أن دلالات ظاهرة "دماغ الأم" دائمًا ما تكون سلبية.

واستطردت الكاتبة قائلة: وفقًا لإحدى الدراسات الاستقصائية، أفادت غالبية الأمهات في العلاقات المختلطة بأنهن "أكثر إنتاجية من أزواجهن عندما يتعلق الأمر بإدارة جداول وأنشطة أطفالهن".

لقد جعل وباء كورونا الأمور أسوأ، حيث تشير البيانات إلى أن الأمهات قُمن بالمزيد من الأعمال وتعرّضن لزيادة في التوتر.

وقالت الكاتبة أن جيسيكا كالاركو أستاذة علم الاجتماع في جامعة إنديانا قالت إن ما نفكر فيه على أنه ظاهرة "عقل الأم" إنما هو نتاج العبء غير المتكافئ الذي وضعناه على عاتق النساء للقيام بالرعاية الجسدية للأطفال وكذلك الخدمات اللوجستية والعقلية ورعاية أسرة كاملة، وأن هذا عبء نفسي مرهق بشكل خاص يحدث في الجزء الخلفي من عقلك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

واستنتجت أستاذة علم الاجتماع أن العمل المعرفي لإدارة المنزل مكثف مثل إدارة شركة (فورشن500) وبيّنت أن بحثها تدعمه بيانات نوعية من مقابلات أجراها فريق (رودسكي) بين 2016 إلى 2018 أظهر أن من بين 200 أمّ كُنّ يدرن أكثر من ثلثي "تصوّر وتخطيط" مهامهن المنزلية كان لدى كل واحدة مظهر جسدي من الإجهاد، مثل اضطراب المناعة الذاتية أو الأرق.

أما صحيفة نيوستريتس تايمز الماليزية فنشرت مقالًا بعنوان "التضخم، وخاصة في أسعار المواد الغذائية، سيؤدي إلى إبطاء الانتعاش" الاقتصادي بقلم الكاتب (تان سري د. سليمان محبوب) الذي أشار إلى أن المجتمع المحلي في ماليزيا يواجه عدة تحديات أهمها التضخم في أسعار المواد الغذائية التي تضيف عبئًا آخر على المواطنين من أصحاب الدخل المنخفض المتضررين سلفًا من تداعيات وباء كورونا وانخفاض الدخل والفيضانات الأخيرة.

وأكد الكاتب على أهمية إيلاء المزيد من الاهتمام بسياسات إنتاج الغذاء والأمن باعتباره جزءًا لا يتجزأ من مسؤولية إدارات الزراعة الحضرية التي يرى أن بإمكانها الاستفادة من وجود العديد من الأراضي الخالية في الأحياء السكنية.

وأضاف أنه بالرغم من إبقاء معدل التضخم تحت السيطرة بصفة عامة (ما بين 2% و3% بمؤشر أسعار المستهلك) واحتواء الوباء من خلال تنفيذ برنامج تطعيم قوي، إلا أن هذه الإجراءات والعديد من المحفزات المالية لدعم مستويات التوظيف والدخل أدت إلى عجز في الميزانية بنسبة 6%.

وقال إن الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي يستلزم، ليس فقط إعادة الإنتاج والعمالة إلى مستويات ما قبل الأزمة فقط، بل رفع جودة الحياة في مجالات مثل الإسكان والصحة والتعليم، فضلًا عن المعايير البيئية، وعندها فقط ستزدهر الشركات الصغيرة ويتمكن الناس من التسوق والسفر مرة أخرى.

ودعا الكاتب إلى توجيه الطلب المكبوت على السفر إلى السياحة الداخلية لتعظيم الاستفادة من تحرير الحركة داخل الدول، بينما يقوم مجلس الإنعاش الوطني بإعداد خطة التعافي الثانية لضمان استدامة واستمرارية التعافي وتسهيل الاستثمار الخاص والأعمال التجارية في عصر التحرير الاقتصادي والمنافسة وإلغاء الضوابط.

ويرى الكاتب أن مسؤولية التعافي تقع على عاتق جميع موظفي الخدمة المدنية ورجال الأعمال والأفراد.